الاثنين، 8 نوفمبر 2010

الإسم الرباعي .. خواطر متداخلة .

ريـــــاض عبــدالله مــحــمـد صــالـــح


بقلم / عبدالله الشلماني
بالأمس كنت ألاعب طفلي الأول (رياض) والذي لم يبلغ الشهر الثالث من عمره بعد .. أناغيه وأضاحكه وأحتضنه وألثمه .. ولست أدري كيف تداعت في أثناء ذلك إلى مخيلتي خواطر كثيرة ، تداخل بعضها في بعض بشكل تسلسلي ، فكانت نتيجة ذلك كله أنني كتبت هذه " التدوينة " المتواضعة .. نظرت إلى رياض ثم إلى نفسي وقلت :
- ( رياض عبدالله ) .. صورتان ماثلتان لشخصين ينتمي أولهما إلى ثانيهما ..
تذكرت على الفور صورة أبي رحمة الله عليه .. ثم صورة جدي رحمة الله عليه ، والذي لم أر منه سوى صورته حيث توفي قبل ولادتي بثلاث سنوات .. ذهبت الخواطر إلى أبعد من ذلك .. تساءلت :
- ماذا لو امتلكت صوراً بعدد أجدادي واحداً تلو الآخر ؟ أو بالأحرى واحداً قبل الآخر ؟ .. حتى أصل إلى أبينا آدم عليه السلام .. أبو البشر جميعاً .. ترى كم من الصور يجب أن يكون بحوزتي حتى أصل إلى آدم عليه السلام ؟ خمسون ؟ سبعون ؟ مائة ؟ مائتان ؟ لست أدري ..
خطر ببالي حينها سؤال رائع .. أعني أن ما أوصلني إليه ذلك السؤال كان رائعاً .. قلت :
- لو أنني التقيت صينياً أو ألمانياً أو سينيغالياً أو أميريكياً أو حتى إسرائيلياً .. في أية صورة من طابور الصور التي بحوزتي – أو التي تخيلت أنها بحوزتي – يمكن أن نجتمع أنا وهو ، فيلتئم نسبي بنسبه من صاحب تلك الصورة فصاعداً إلى آدم عليه السلام ؟ وبالمناسبة .. فأنا أعرف على وجه اليقين صاحب الصورة التي أجتمع فيها أنا والإسرائيلي فصاعداً إلى آدم .. إنه إبراهيم عليه السلام .. وفوراً تذكرت فلسطين وغزة والجولان .. ابتسمت ابتسامة المحبط متسائلاً ومتعجباً :
- يالها من صلة رحم متينة تلك التي نلقاها على أيدي بني عمومتنا ..
لكن ذلك لا يلغي أنني والبشر جميعاً إخوة في النسب .. أقارب .. أسرة واحدة .. إن ما بيني وبينهم من الرحم والقرابة لا يختلف في شئ عما بيني وبين ( رياض ) إلا في عدد الصور التي تفصل بيني أنا وأي واحد منهم وبين صاحب صورة يلتئم نسبنا عنده .. إذاً كيف يقتل بعضنا بعضاً ؟ لماذا نرى سكان شمال الكرة الأرضية أكثر ثراءً على حساب سكان جنوبها ؟ لم يعتبر الإسرائيليون أنفسهم شعب الله المختار دون غيرهم ؟ لم يتجبر الحاكم على المحكوم ؟ ويسحق القوي الضعيف ؟
المهم .. يبدو من الواضح أن الأسئلة في هذا الإتجاه لن يكون لها آخر .. والمهم ايضاً أنني ورياض على الأقل لازلنا نحب بعضنا .. إنه امتدادي في هذا العالم .. وأنا امتداد أبي وجدي .. أنا همزة الوصل بين رياض وبين محمد صالح .. خلقنا الله من هذا التراب وإليه سوف نعود .. مات جدي .. ومات أبي .. وسأموت أنا ورياض .. وكل ما سيبقى من أي واحد فينا هو فقط عمله الصالح .. بصمته الخيّرة على هذه الأرض .. وليس أي شئ آخر .. وأخيراً أفقت من هذه الخواطر منتبهاً إلى أن طفلي رياض لم يعد يتحرك في حجري .. رياض ! يا رياض !! هل نمت يا رياض !؟ لقد نام حبيبي رياض في حجري ..
إلى اللقاء ..