(تأملات في نهاية بوشفشوفة) بقلم / عبدالله الشلماني
إنها الرابعة والنصف فجراً .. ضوء الصباح يتسلل عبر شقوق النافذة الموصدة .. لكن الحجرة لا تزال معتمة .. صمت مطبق داخل البيت ماعدا صوت ساعة الحائط :
_ " طق ، طق ، طق ، طق .. " .
بدأت أتساءل فيما كنت مستلقياً في الفراش وقد جافاني النوم : ترى في مصلحة من تسير عقارب هذه الساعة ؟ هل في صالح القذافي المحاصر قي حفرةٍ ما من باب العزيزية ؟ .. أم في صالح حلف "الناتو" الذي يرمي مع كل ثانية تخطوها عقارب هذه الساعة صاروخاً بقيمة مليوني دولار ليضيفها إلى فاتورة الحساب التي سيسددها الليبيون ؟ .. أم أنها لصالح الليبيين الذين تتضاءل المسافات وتذوب الحساسيات بينهم كلما طال أمد المعركة ؟ .. وبعد مقارنة سريعة في مخيلتي وصلت إلى نتيجة بسيطة مفادها الآتي : بما أن معمر القذافي خارج المقارنة أصلاً لأن حركة سير عقارب الساعة هي في عكس مصلحته بكل تأكيد .. إذاً تبقى المقارنة محصورة بين "الناتو" والليبيين .. تنهدت هامساً بزهو :
_ "ياعيني عليك يابو الشلماني .. نشهد بالله انك محلل سياسي "دلعبي" .. صقع علي (عزمي بشارة) وصقع علي (السنوسي بسيكري) .. " .
في هذه الأثناء - ولست أدري لماذا - ذهب بي الخيال إلى استوديوهات (الجزيرة) و(العربية) .. وتخيلت نفسي جالساً بجوار (جمال ريان) أو (منتهى الرمحي) .. حيث أجيب بتحليل عسكري وسياسي معمق ومسهب عن أسئلتهما .. لكن "طقطقة" عقارب الساعة الحائطية أعادتني إلى الواقع من جديد .. وهنا تذكرت أنني لم أكمل المقارنة بعد بين مصلحة "الناتو" ومصلحة الليبيين في استمرار طقطقة الساعة .. رحت أفكر ملياً من جديد مردداً بيني وبين نفسي :
_ حسناً .. من مصلحة "الناتو" بكل بساطة أن ترتفع تكلفة فاتورة المعركة .. فكلما ازدادت طقطقات الساعة كلما ازداد "الناتو" في مكاسبه المادية والسياسية والعسكرية .. والحديث هنا طويل ومرير وذو شجون لو أردت الإسترسال .. "ماعلينا" .. أما الليبيون فمن مصلحتهم أيضاً – وكما يخفى على الكثيرين – أن تطول مدة حربهم مع هذا "المنجوه" .. حيث ينهار هرم سلطته من القاعدة باتجاه القمة التي يمثلها هو شخصياً .. فبسقوطه سيزول آخر أثر لنظامه الأسود بعد زوال كل الرموز والقيادات والمؤسسات والنظريات والمليشيات و و و الخ .. وبالتالي سينعم الليبيون باستلام ليبيا نظيفة ورائعة كالتي استلمها هو عند انقلابه المشؤوم في 1969 .. وهذا بالطبع يحتاج إلى وقت أطول .. وذلك بعكس تونس ومصر اللتين سقط فيهما سريعاً رأس الهرم قبل زوال قاعدته العريضة من الرموز والقيادات وبالتالي لا يزال المصريون والتونسيون يكدحون وينصبون في سبيل إزالتها وكنسها ..
قررت النهوض من الفراش واتجهت حافياً إلى حيث الساعة الحائطية .. وقفت أمامها متأملاً فيما كانت يداي معقودتان خلف ظهري .. لم أستطع إخفاء الشعور بالإعجاب والخيلاء بتحليلاتي العسكرية و "الجيوسياسية" .. قلت في نفسي مجدداً :
_ كون أنني محلل سياسي "دلعبي" هذي ما تبيش اثنين يحكوا فيها .. لكن للأسف القنوات الفضائية ما يندروش عليَّ .
أمعنت النظر أكثر وأكثر في عقارب الساعة .. تساءلت :
_ ترى ماذا يفعل مجنون باب العزيزية الآن ؟ "زعمة يمشط في شفشوفته ؟ .. لا لا .. لو كان يمشط فيها راها مش هكي .. وبعدين ما ناقص عليه غير يمشط ! " ..
أتراه نائم ؟ .. والله ما أعتقد .. "النوم وين والقذافي وين" .. سبحان الله .. كم كان القذافي يتلذذ بطقطقات عقارب الساعة على مدى 42 سنة خلت .. لكن ليس منذ 17 فبراير فصاعداً .. وهنا تحديداً خطر ببالي تساؤل خطير تعجز عنه تحليلاتي لو أن (الجزيرة) أو (العربية) سألتني إياه .. التساؤل هو :
لو أن عقارب الساعة رجعت إلى الخلف حتى صباح 17 فبرابر ، وفُتحت في نفس الوقت أستار الغيوب أمام بصر هذا "المنجوه" ليرى ما سيحل به على أيدي الليبيين بعد هذا التاريخ ، ترى كم كان سيدفع من الأموال والتنازلات لقاء تفادي هذه النهاية الكارثية ؟! .. فكرت طويلاً .. لم أجد جواباً .. قلت في نفسي مهزوماً ومعترفاً بالعجز :
_ "هذي ما يجاوب عليها إلا (عزمي بشارة) أو (السنوسي بسيكري) " !!
إنها الرابعة والنصف فجراً .. ضوء الصباح يتسلل عبر شقوق النافذة الموصدة .. لكن الحجرة لا تزال معتمة .. صمت مطبق داخل البيت ماعدا صوت ساعة الحائط :
_ " طق ، طق ، طق ، طق .. " .
بدأت أتساءل فيما كنت مستلقياً في الفراش وقد جافاني النوم : ترى في مصلحة من تسير عقارب هذه الساعة ؟ هل في صالح القذافي المحاصر قي حفرةٍ ما من باب العزيزية ؟ .. أم في صالح حلف "الناتو" الذي يرمي مع كل ثانية تخطوها عقارب هذه الساعة صاروخاً بقيمة مليوني دولار ليضيفها إلى فاتورة الحساب التي سيسددها الليبيون ؟ .. أم أنها لصالح الليبيين الذين تتضاءل المسافات وتذوب الحساسيات بينهم كلما طال أمد المعركة ؟ .. وبعد مقارنة سريعة في مخيلتي وصلت إلى نتيجة بسيطة مفادها الآتي : بما أن معمر القذافي خارج المقارنة أصلاً لأن حركة سير عقارب الساعة هي في عكس مصلحته بكل تأكيد .. إذاً تبقى المقارنة محصورة بين "الناتو" والليبيين .. تنهدت هامساً بزهو :
_ "ياعيني عليك يابو الشلماني .. نشهد بالله انك محلل سياسي "دلعبي" .. صقع علي (عزمي بشارة) وصقع علي (السنوسي بسيكري) .. " .
في هذه الأثناء - ولست أدري لماذا - ذهب بي الخيال إلى استوديوهات (الجزيرة) و(العربية) .. وتخيلت نفسي جالساً بجوار (جمال ريان) أو (منتهى الرمحي) .. حيث أجيب بتحليل عسكري وسياسي معمق ومسهب عن أسئلتهما .. لكن "طقطقة" عقارب الساعة الحائطية أعادتني إلى الواقع من جديد .. وهنا تذكرت أنني لم أكمل المقارنة بعد بين مصلحة "الناتو" ومصلحة الليبيين في استمرار طقطقة الساعة .. رحت أفكر ملياً من جديد مردداً بيني وبين نفسي :
_ حسناً .. من مصلحة "الناتو" بكل بساطة أن ترتفع تكلفة فاتورة المعركة .. فكلما ازدادت طقطقات الساعة كلما ازداد "الناتو" في مكاسبه المادية والسياسية والعسكرية .. والحديث هنا طويل ومرير وذو شجون لو أردت الإسترسال .. "ماعلينا" .. أما الليبيون فمن مصلحتهم أيضاً – وكما يخفى على الكثيرين – أن تطول مدة حربهم مع هذا "المنجوه" .. حيث ينهار هرم سلطته من القاعدة باتجاه القمة التي يمثلها هو شخصياً .. فبسقوطه سيزول آخر أثر لنظامه الأسود بعد زوال كل الرموز والقيادات والمؤسسات والنظريات والمليشيات و و و الخ .. وبالتالي سينعم الليبيون باستلام ليبيا نظيفة ورائعة كالتي استلمها هو عند انقلابه المشؤوم في 1969 .. وهذا بالطبع يحتاج إلى وقت أطول .. وذلك بعكس تونس ومصر اللتين سقط فيهما سريعاً رأس الهرم قبل زوال قاعدته العريضة من الرموز والقيادات وبالتالي لا يزال المصريون والتونسيون يكدحون وينصبون في سبيل إزالتها وكنسها ..
قررت النهوض من الفراش واتجهت حافياً إلى حيث الساعة الحائطية .. وقفت أمامها متأملاً فيما كانت يداي معقودتان خلف ظهري .. لم أستطع إخفاء الشعور بالإعجاب والخيلاء بتحليلاتي العسكرية و "الجيوسياسية" .. قلت في نفسي مجدداً :
_ كون أنني محلل سياسي "دلعبي" هذي ما تبيش اثنين يحكوا فيها .. لكن للأسف القنوات الفضائية ما يندروش عليَّ .
أمعنت النظر أكثر وأكثر في عقارب الساعة .. تساءلت :
_ ترى ماذا يفعل مجنون باب العزيزية الآن ؟ "زعمة يمشط في شفشوفته ؟ .. لا لا .. لو كان يمشط فيها راها مش هكي .. وبعدين ما ناقص عليه غير يمشط ! " ..
أتراه نائم ؟ .. والله ما أعتقد .. "النوم وين والقذافي وين" .. سبحان الله .. كم كان القذافي يتلذذ بطقطقات عقارب الساعة على مدى 42 سنة خلت .. لكن ليس منذ 17 فبراير فصاعداً .. وهنا تحديداً خطر ببالي تساؤل خطير تعجز عنه تحليلاتي لو أن (الجزيرة) أو (العربية) سألتني إياه .. التساؤل هو :
لو أن عقارب الساعة رجعت إلى الخلف حتى صباح 17 فبرابر ، وفُتحت في نفس الوقت أستار الغيوب أمام بصر هذا "المنجوه" ليرى ما سيحل به على أيدي الليبيين بعد هذا التاريخ ، ترى كم كان سيدفع من الأموال والتنازلات لقاء تفادي هذه النهاية الكارثية ؟! .. فكرت طويلاً .. لم أجد جواباً .. قلت في نفسي مهزوماً ومعترفاً بالعجز :
_ "هذي ما يجاوب عليها إلا (عزمي بشارة) أو (السنوسي بسيكري) " !!
هناك تعليق واحد:
شركة الصفرات لتنظيف الموكيت بالرياض
شركة الصفرات لعزل الخزانات بالرياض
شركة الصفرات لرش المبيدات بالرياض
شركة الصفرات لمكافحة الحشرات بالرياض
شركة الصفرات لكشف التسربات المياه بالرياض
شركة عزل خزانات بالرياض
شركة الصفرات لنقل الاثاث بالرياض
شركة الصفرات لنقل العفش بالرياض
إرسال تعليق