في يوم الجمعة الماضي 17 - 4 - 2009 قمت مع رفاقي الذين لم أفارقهم منذ تخرجنا سوية من الجامعة برحلة سياحية ماتعة إلى مدينة طلميثة الأثرية .. كانت أشبه ما تكون برحلة إلى يوم أشرقت شمسه قبل ما يقرب من 2500 سنة من الآن .. تجولنا عبر شوارع وأزقة وطرقات مشى فيها ملوك وأباطرة وأميرات وخلق لا يعلم عددهم ولا جنسهم إلا الله وحده .. تخيلنا انفسنا في زحام كبير حيث الناس من حولنا من إغريق ورومان وبيزنطيين ذكوراً وإناثاً كباراً وصغاراً بأزيائهم وألوانهم وملامحهم كما بدت لنا عبر تماثيلهم ولوحاتهم ورسوماتهم .. زاحمناهم في أسواقهم ودكاكينهم .. اغتسلنا معهم بالمياه الساخنة في حماماتهم العامة .. تجولنا في شوارعهم .. دخلنا عليهم بيوتهم .. زرنا كبراءهم وأمراءهم وملوكهم في قصورهم وحدائقهم .. جلسنا وشاهدنا مسرحياتهم واستمعنا إلى موسيقاهم في مسارحهم وحلبات ألعابهم .. باختصار ، عشنا معهم يوماً كاملاُ من أيام ماقبل 2500 سنة .. نعم عشنا معهم فكانت هذه الصور :
( من اليمين : عبدالفتاح الذرعاني ، عبدالله الشلماني " كمرشد سياحي " ، جلال الحسنوني ، حمد بن رحومة )
اللافت والمحزن في آن واحد .. أن البعض منا كانت هذه هي الرحلة الأولى إلى طلميثة بالنسبة له .. رغم أنها تقع على مرمى حجر من بيته .. فكانت الدهشة عنواناً ارتسم على ملامح الجميع .. ليتساءل بعضنا : هل عندنا بجوار بيتنا كل هذا الجمال والعراقة والألق ونحن لا نعرف ؟
في داخل المتحف فرحنا .. فرحنا بمرأى كنوز التاريخ ونفائس الزمن .. وحزنا وخجلنا كون هذه النفائس والكنوز مرصوفة في مخزن إيطالي مسقوف بالزنك تابع للميناء القديم يسمى اليوم تجاوزاً : متحف ..!!
فوق أكبر صهريج أثري " تحت أرضي " لمياه الشرب في شمال إفريقيا بل ربما في إفريقيا كاملة كانت هذه الصورة :
هذه هي المنارة .. " الهدو " في لهجتنا الدارجة .. حيث الأمواج تلامس برفق قدمي طلميثة الحسناء :
( في داخل صهريج المياه الأثري " المرصصات " )
( معاً عند مدخل الصهريج )
( الفيللا الرومانية " فيللا الفصول الأربعة " )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق